كاتب الموضوع | أسوتي النبي | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع | ![]() |
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
واحة الخُلق العظيم الفصل الأول ( 2 ) " فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا " .. سلسلة متجددة بإذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام أسأل الله لي ولكم العافية هذا هو المبحث الثاني من سلسلة واحة الخُلُق العظيم في رحمته صلى الله عليه وسلم بالرجال تحت عنوان : ( فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا ... وكان رفيقاً رحيماً ) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبني النفوس ، ويرتقي بالروح ؛ ليطوف بها في آفاق الجنة ، لم يهمل متطلبات الجسد المادي ، وحاجته الغريزية بل أقرها ، ثم هذبها ، وارتقى بها إلى أعلى مراتب الإنسانية الطاهرة النظيفة وكان صلى الله عليه وسلم أحرص ما يكون على سكن النفوس ، ودفء المشاعر ، وصحة الأبدان ، وليحيا الفرد حياة كريمة ، أُسُسُها العفاف ، والسمو ، والترفع وليظل المجتمع نظيفا طاهراً آمناً .. ![]() ![]() ![]() ورغم اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتربية جميع فئات المجتمع إلا أن اهتمامه بالشباب كان أوفر ، لِمَا لدى الشباب من الطاقات والطموحات ، وكان اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتهذيب رغبات الشباب آكد ، ذلك أن رغباته أكثر إلحاحا ، وشهواته أسرع إستثارة وجلده في البُعد عن الزوج والولد سرعان ما تذيبه حرارة الشوق إليهم وشدة الحاجة إلي دفء البيت ، وبسمة الوليد ، وعبق الأسرة ؛ ومعنا الآن قطرة ندى من فيض رحمته صلى الله عليه وسلم ترسم لنا ملمحاً رائعاً من اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالشباب ورحمته بهم ، ![]() ![]() ![]() " عن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببه متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا ، وسألنا عمن تركنا من أهلنا ، فأخبرناه ، وكان رفيقاً رحيماً فقال : ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ، وصلوا كما رأيتموني أصلي ، وإذا حضرت الصلاة ليُؤَذِّنَ لكم أحدكم ، ثم لِيَؤُمكم أكبركم " صحيح البخاري - باب رحمة الناس والبهائم ، كتاب الأدب ![]() ![]() ![]() باقة زهور عطرة ، في أوج التفتح والنضرة والعنفوان ، جاءت بكل حماساتها وطموحاتها ، وقد شقت بيداء الظلام ، وصولاً إلى فيض النور المنبثق في أفق طيبة المباركة (المدينة المنورة) ، وثار الشباب على جاهليتهم وموروثاتهم الصدئة ، ومضوا إلى الحق تحدوهم الرغبة في الخلاص المنعقد بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاءوا طائعين راغبين آملين في سنا الحق ، لِيُزهِقوا به ضلال الباطل الذي عاشوا به حياة أقرب إلى الموات ![]() ![]() ![]() جاء شببة متقاربين ، آمالهم واحدة ، آلامهم متقاربة ، وإرادتهم صادقة في هدم كل ما هو جاهلي عفن ، وبِناء كل ما هو بَنَّاء فاضل ، تركوا الأهل والولد ، والتجارات والعَرضَ ، وجاءوا مؤمنين ، متعلمين مقتضيات الإيمان وأقاموا ينهلون من ينبوع الحكمة الذي لا ينضب ، ويستضيئون بنور الحق الذي لا يخبو ، ويُحَلِقُونَ في أثير النبوة الرباني ، عشرون ليلة كانت أجمل ما في حياتهم ، إذ عاشوا في رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتوون من علمه ، ويتأدبون بأدبه ، ويستكثرون من خيره ، مغتبطة به قلوبهم سامية به أرواحهم ، ![]() ![]() ![]() غير أن شعوراً ما بدا مع الوقت يتسرب على استحياء قلوبهم ثم يرتسم على صفحات أعينهم ، ثم يتوارى خجلاً خلف أجفانهم ، فلا يكاد يحسه من يخالطهم ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أدرك ما يدور في سراديب مشاعرهم ، وإن توارت خلف جدهم . ![]() ![]() ![]() أقام الشبان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة ، هي في قياس القلب المحب لحظة مضت أو تكاد ، غير أنها زمن طويل إذا قيست بميزان الغربة عن الأهل والشوق للقياهم ، أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الصراع بين رغبتهم في البقاء معه ، وقوة الحنين للأهل والديار ، وكان لابد أن يحسم ذلك الصراع بطريقة تجمع لهم منفعة البقاء والرحيل معاً ، ![]() ![]() ![]() فبادر بسؤالهم في ود بالغ ، وشفقة حانية عمن تركوا من خلفهم ، فتتابعوا يخبروه بشوق بالغ فبثوه لواعج صدورهم وشواغل عقولهم ؛ فكأني بأحدهم يخبر عن تركه لزوجه العروس ، وآخر يصفُ ضعف أمه وقلة صبرها على فراقه ، وثالث يًخْبر عن طفله الذي ربما وُلِدَ الآن ، ورابع يذكر أباه المريض ومدى حاجته إليه ![]() ![]() ![]() وهكذا تتدافع الأخبار عن الأهل والديار في شوق ولهفة ، وكان صلى الله عليه وسلم رفيقاً رحيماً ، لهذا قال لهم : " ارجعوا " - غير راغب عنهم ، ولكن رحمة بهم وبمن خلفهم - عودوا راشدين ، تَحدُوكُم مشاعركم الفياضة نحو ذويكم ، وتُظلكم عناية الله ، ويحرصكم إيمانكم الغض الرطيب ، ولا تشغلكم أموالكم وأولادكم عن أمور دينكم ، بل أقيموا الدين في أهليكم و " صلوا كما رأيتموني أصلي " غير مبدلين ولا محدثين ، ها أنتم أيها السعداء قد أصبحتم أصحاب رسالة ، وحاملي دعوة الله بتكليف من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهليكم ، فخذوا الرسالة بحقها ، وقوموا عليها خير قيام ، واعلموا أن الصلاة لوقتها ، فارفعوا التكبير في ربوع بلادكم ، ثم لا تتعالوا بعلمكم علي أحد ، ولا تستأثروا بالفضل لأنفسكم ، واجمعوا الناس حولكم واهدوهم الخير الذي أهداكموه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واحفظوا لكبيركم حق السنين عليكم . ![]() ![]() ![]() ( يا لها من وصية عظيمة ) عاد الشبيبة إلى أهليهم راشدين موفقين ، جامعين لخيري الدنيا والآخرة فصلي اللهم وسلم على من أحاط الأسرة المسلمة برباط الله المقدس الذي لا تنفك عُراهُ أبداً ، بل تقوى في الله وتزداد ![]() ![]() ![]() وهنا إخوتي أكون قد وصلت وإياكم لنهاية هذا المبحث العظيم من رحمته صلى الله عليه وسلم بالرجال موعدنا في اللقاء القادم بإذن الله مع المبحث الثالث والذي سيكون بعنوان " ففيهما فجاهد " فإلى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ![]() ![]() ![]() تــــــــــــــ بحمـــــــــد ( الله ) وفضـــــــله ــــــــــم الموضوع الأصلي : واحة الخُلق العظيم الفصل الأول ( 2 ) " فظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا " .. سلسلة متجددة بإذن الله || المصدر : منتديات قسوة وداع || الكاتب: أسوتي النبي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
الأحد سبتمبر 13, 2020 12:01 pm | المشاركة رقم: # | ||||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]() الله يجزاك كل خير على مجهودك... ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك... ننتظر جديدك... | ||||||||||||||||||||||
![]() |
الأحد سبتمبر 13, 2020 12:03 pm | المشاركة رقم: # | |||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]() بوركتم لهذا الطرح النوراني جزاگ اللهُ خَيرَ ا وجَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا دَآمَ لَنآ عَطآئُگ وأثابك حسن الدارين ومتعك برؤية وجهه الكريم شكرا جميلا لقلبك ياطهر ورضا ورضوان من الله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||||||||||||||||||||
![]() |
الأحد سبتمبر 13, 2020 9:11 pm | المشاركة رقم: # | |||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]()
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||||||||||||||||||||
![]() |
الأحد سبتمبر 13, 2020 9:12 pm | المشاركة رقم: # | |||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]()
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||||||||||||||||||||
![]() |
الإثنين سبتمبر 14, 2020 10:08 am | المشاركة رقم: # | ||||||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]() بورك فيكي وفي عطاءك الطيب المبارك جزاك الله خيرا | ||||||||||||||||||||||||
![]() |
الأربعاء سبتمبر 16, 2020 9:37 pm | المشاركة رقم: # | |||||||||||||||||||||
![]()
| ![]() ![]() [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] border="0" alt=""/> | |||||||||||||||||||||
![]() |
الكلمات الدليلية (Tags) | |
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|